الاثنين، 23 يوليو 2018

((في الذكرى السادسة والستين لسيطرة اسرائيل على مصرسيطرة مباشرة في ليلة 23 يوليو52 المشؤومة))


((في الذكرى السادسة والستين لسيطرة اسرائيل على مصرسيطرة مباشرة في ليلة 23 يوليو52 المشؤومة))
 بقلم: محمد أسعد بيوض التميمي
في صباح مثل هذا اليوم قبل66عاماً في 23 يوليو1952 استولت اسرائيل على مصر بواسطة جواسيسها,الذين سمتهم ((الضباط الاحرار)) بقيادة جاسوسها ابن اليهودية الخاسرعبد الناصر,وما هم إلا((الضباط الاشرار))الجواسيس الذين أضاعوا البلاد والعباد,وكانوا جنوداً مخلصين لاسرائيل, فزعيمهم((الخاسرعبد الناصر))أهداها أعظم انتصاراتها في عام 1956 وفي عام 1967 وتوجها سيدة على بلاد العربان عندما أخذ قرار تلقي الضربة الاولى...
وأقام ليلة الحرب حفلة ماجنة داعرة وسُكر وعربدة لطيارين سلاح الجو المصري استمرت حتى الفجر,حتى يقوم طيران اليهود بمسح الطيران المصري وجعله أثراً بعد عين,وكان الخاسرعبد الناصر قد وضع جميع الطائرات المقاتلة بصفوف متناسقة على مدرجات المطارات لتسهيل المهمة على طيران اليهود...
وفي ليلة الحرب أيضا قام بإغلاق غرفة العمليات العسكرية,وقام بإرسال ما تبقى من الجيش المصري في اليمن إلى سيناء دون خطة هجوم أو دفاع أو انسحاب,وبدون ذخائر ولا طعام ولا ماء تحت شمس صحراء سيناء الملتهبة,فإذا ما ماتوا من طيران العدو يموتون عطشاً وجوعاً, وخاض هذه الحرب الوهمية تحت راية العاهرات وهو يقول ((العاهرة فلانة معكم في المعركة,والقواد فلان معكم في المعركة))
فخلال ربع ساعة كانت اسرائيل قد حسمت المعركة لصالحها,فكانت أغرب وأسرع وأخزى هزيمة في التاريخ,لا يصنعها إلا جاسوس محترف ويعمل بكل اخلاص لصالح العدو...
ومن أجل أن ينجح هذا الجاسوس بمُهمته بتدمير مصر والأمة معها,قام بتغيب وعي الشعوب العربية وحولها الى قطعان من الأغنام الضالة يعلفها الأوهام والأكاذيب من خلال خطاباته المفعمة بالدجل والأكاذيب والتضليل,ومن خلال نباح أحمد سعيد المذيع المشهور من صوت العرب الذي أنشأه من أجل هذه الغاية,ومن خلال أغاني المغنين والمغنيات التي تتحدث عن الانتصارات الانجازات والبطولات الوهمية...
وكانت الجماهير تهتف وتلبي بإسمه وترقص على أنغامه وهي فاقدة لوعيها  في الساحات والشوارع والبيوت,وهو يقودها بمكر وخبث وحقد اسود نحو الهاوية والمذبح والكارثة...
وهذا الجاسوس الخطير حول سجون ومعتقلات مصر الى مسالخ بشرية,ووضع سجانيين فيها لتعذيب الشعب المصري مجردين من الاخلاق والرحمة والانسانية,وحوش بشرية تنهش لحوم المعتقلين لبث الرعب في قلوب الشعب المصري,فمن ينسى الوحش المجحوم حمزة البسيوني الذي انتقم الله منه فقتله شر قتلة هو وعائلته, والسفاح صفوت الروبي والمجرم فؤاد علام...
وهذا الجاسوس لم يكن له عدو إلا الاسلام,فأعلن الحرب على الإسلام في مصر وكل مكان دون هوادة,وكان يساند ويدعم كل من يحارب الإسلام ويقتل المسلمين في العالم... وها هي مصر منذ ذلك التاريخ المشؤوم منذ أن استولت عليها اسرائيل بواسطة جاسوسها الخاسرعبد الناصر بإنهيار مستمرعلى يد الذين يتوارثون حكمها من جنود وعسكر,أتباع ابن اليهودية الخاسر عبد الناصر,الذين يسيرون على دربه بل ازدادوا شراسة وتوحشاً وعداءً للإسلام...
وهاهم قد جعلوا مصر جثة هامدة,ففي عهدهم أصبح نيلها مكرهة صحية,مياهه لا تصلح لا للشرب ولا للزراعة, بل أصبح مصدراً لتلوث البيئة وانتشار الامراض الفتاكة, والقاهرة التي كانت أنظف عاصمة في العالم قبل ذلك اليوم الاسود أصبحت مزبلة كبرى لا تصلح الحياة فيها...
ومع كل هذه الكوارث التي جلبها الخاسر ابن اليهودية لا زالت بقايا قطعان الأغنام التي تسمي نفسها بافتخار بالناصرية,و تعتبر تلك الليلة المشؤومة(( ليلة ثورة وتحرر ونهضة وحرية)) وتعتبر الخاسرعبد الناصر بطلاً ومنقذاً ومحرراً,وتتحدث عن إنجازاته وبطولاته,وبأن العرب بعده قد انهزموا وضاعوا وتفككوا,حتى أن أحد الكتاب الصحفيين من الذين ضيع الجاسوس عبد الناصرعقلهم كتب قبل سنوات في إحدى الصحف العربية
((ان الهزيمة في عهد عبد الناصر أفضل من النصر في عهد غيره وان التفرق في عهد عبد الناصر أفضل من الوحدة في عهد غيره وان الذل والهوان في عهد عبد الناصر أفضل من العزة والكرامة في عهد غيره ))
فهكذا قطعان ضالة تستحق ويليق بها هكذا بطل مزور مزيف,أفقدها عقلها وأحاسيسها بكرامتها وانسانيتها وجعلها أغنام تائهة يفترسها عدوها متى شاء وكيف شاء,وقدمها هذا الجاسوس لعدوها مرتين على طبق من الذهب ليستمتع بقتلها وإبادتها في عام 56, و67, فكانت هذه البهايم الضالة تستحق عن جدارة ما صنعه لها هذا الجاسوس من خزي وعار وهزائم أغرب من الخيال وأسرع من الصوت.
الكاتب والباحث والمحلل السياسي
ابن بيت المقدس محمد أسعد بيوض التميمي


الأحد، 22 يوليو 2018

((حقيقة الصراع مع اليهود))




((حقيقة الصراع مع اليهود))
بقلم: محمد أسعد بيوض التميمي
تعليقا على ردة الفعل على اصدار(( الكنيست اليهودي)) قانون بقومية كيانهم سموه ((قانون قومية الدولة)) واعتبارها دولة يهودية ووطن قومي لليهود...
أتعجب ممن أظهروا ردة فعل غاضبة على هذا القانون,ولم يغضبوا ويثوروا على وجود ما يُسمى ((اسرائيل)) نفسها,فوجودها باطل وكل ما يصدر عن الباطل فهو باطل. فأعضاء(( الكنيست العرب))الذين قاموا بموقف استعراضي داخل الكنيست هُم جزء من هذا الكيان الباطل,وموقفهم الاستعراضي هذا هو من اجل إعطاء القانون والكيان طابعا ديمقراطيا,فهم جزء من هذا الكيان الباطل,فهم قد أقسموا على الولاءلما يُسمى((دولة اسرائيل اليهودية الباطلة)) حدودها من الفرات الى النيل...
ألم يعلم هؤلاء المحتجين بأن(( وعد بلفور المشؤوم الباطل)) الذي أصدرته الصليبية العالمية الباطلة التي لا تملك فلسطين ينص على(( إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين))؟؟
فهل قبل هذا القانون الباطل كانت ما يُسمى((دولة إسرائيل الباطلة)) دولة للعرب والمسلمين,ولم تكن دولة عنصرية شريرة,ولم تكن دولة باطلة شرعا وقانونا وتاريخيا وانسانيا, قامت على جماجم ملاين من الشعب الفلسطيني وشردت الملاين في أصقاع الدنيا وتمنع من عودتهم الى بيوتهم وأراضيهم في مدنهم وقراهم,وفي نفس الوقت تسمح لكل يهودي أن يأتي إلى فلسطين ويحصل على بيت مبني على أرض مغتصبة ويحصل على جنسية(( الكيان العنصرية))؟؟
ان هذا القانون الباطل أظهر فقط حقيقة الصراع الذي يحاول أن يُخفيه العلمانيون العرب خدمة(( للكيان اليهودي الباطل)) فهم يعملون على تنحية البُعد الديني الإسلامي عن ((صراعنا مع اليهود)) لأنهم يعلمون أن هذا البُعد الإسلامي هو الخطر الحقيقي على هذا(( الكيان الباطل)) لذلك انزعج العلمانيون من مُحللين وكُتاب وسياسيين وصحفيين ونُخب من هذا القانون ليس رفضاً له, ولكن لأنهم حريصون على ما يُسمى(( إسرائيل)) أكثر من اليهود أنفسهم,فهم يُصرون على أن(( صراعنا ليس ديني مع اليهود وانما صراع سياسي مع الصهانية,ويُفرقون بين اليهود والصهاينة,وكأن الصهاينة ليسوا يهوداً وأن الصهيونية ليست أداتهم التي اخترعوها لتكون,ليقيموا بها كيانهم الباطل))...
فهذا القانون الباطل لم يُغير من حقيقة الصراع,بل أكد على حقيقة:
((أن الصراع مع اليهود ديني))
فالعلمانيون هم خط الدفاع الأول عن المشروع اليهودي الباطل,فالمشكلة ليست بهذا القانون الباطل,إنما المشكلة بوجود هذا الكيان الباطل وبهؤلاء العلمانيين,فالصادقون والمُعادون حقيقة لهذا الكيان ويرفضون وجوده ولو على شبر من فلسطيننا يُركزوا على ((البعد الديني للصراع مع اليهود,وعلى حقيقة المعركة,وان وجود هذا الكيان هو باطل وهو الظلم بعينه وهو باطل ويجب إزالة هذا الظلم وازالة هذا الباطل بإزالة هذا الكيان غير الشرعي الباطل من فلسطيننا))...
فمن يعترض على هذا القانون وكأنه لا يعترض على وجودما يُسمى(( اسرائيل)) فما يُسمى(( إسرائيل))مصيرها محتوم,والباطل الى زوال مهما طال به الزمان ومهما امتلك من قوة, ومهما كانت قوة الباطل التي تحميه,ومهما تقلب في البلاد...
ففلسطين لنا والقدس لنا وراية الإسلام ستعلوا أرضنا المباركة يوما بمشيئة الله من الناقورة الى ايلات((ام الرشراش)) وفوق أسوار القدس وقبة الصخرة والمسجد الاقصى,وعسى أن يكون هذا اليوم قريبا...
((وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا))
واني أكاد اسمع تكبيرات وتهليلات جنود الفتح تلتقي بتكبيرات وتهليلات جنود الفتح الأول جنود عمر بن الخطاب فاتح بيت المقدس وجنود صلاح الدين في حطين...
والله اكبر
الكاتب والباحث والمحلل السياسي
ابن بيت المقدس محمد أسعد بيوض التميمي



((حقيقة الصراع مع اليهود))


((حقيقة الصراع مع اليهود))
بقلم: محمد أسعد بيوض التميمي
تعليقا على ردة الفعل على اصدار(( الكنيست اليهودي)) قانون بقومية كيانهم سموه ((قانون قومية الدولة)) واعتبارها دولة يهودية ووطن قومي لليهود...
أتعجب ممن أظهروا ردة فعل غاضبة على هذا القانون,ولم يغضبوا ويثوروا على وجود ما يُسمى ((اسرائيل)) نفسها,فوجودها باطل وكل ما يصدر عن الباطل فهو باطل. فأعضاء(( الكنيست العرب))الذين قاموا بموقف استعراضي داخل الكنيست هُم جزء من هذا الكيان الباطل,وموقفهم الاستعراضي هذا هو من اجل إعطاء القانون والكيان طابعا ديمقراطيا,فهم جزء من هذا الكيان الباطل,فهم قد أقسموا على الولاءلما يُسمى((دولة اسرائيل اليهودية الباطلة)) حدودها من الفرات الى النيل...
ألم يعلم هؤلاء المحتجين بأن(( وعد بلفور المشؤوم الباطل)) الذي أصدرته الصليبية العالمية الباطلة التي لا تملك فلسطين ينص على(( إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين))؟؟
فهل قبل هذا القانون الباطل كانت ما يُسمى((دولة إسرائيل الباطلة)) دولة للعرب والمسلمين,ولم تكن دولة عنصرية شريرة,ولم تكن دولة باطلة شرعا وقانونا وتاريخيا وانسانيا, قامت على جماجم ملاين من الشعب الفلسطيني وشردت الملاين في أصقاع الدنيا وتمنع من عودتهم الى بيوتهم وأراضيهم في مدنهم وقراهم,وفي نفس الوقت تسمح لكل يهودي أن يأتي إلى فلسطين ويحصل على بيت مبني على أرض مغتصبة ويحصل على جنسية(( الكيان العنصرية))؟؟
ان هذا القانون الباطل أظهر فقط حقيقة الصراع الذي يحاول أن يُخفيه العلمانيون العرب خدمة(( للكيان اليهودي الباطل)) فهم يعملون على تنحية البُعد الديني الإسلامي عن ((صراعنا مع اليهود)) لأنهم يعلمون أن هذا البُعد الإسلامي هو الخطر الحقيقي على هذا(( الكيان الباطل)) لذلك انزعج العلمانيون من مُحللين وكُتاب وسياسيين وصحفيين ونُخب من هذا القانون ليس رفضاً له, ولكن لأنهم حريصون على ما يُسمى(( إسرائيل)) أكثر من اليهود أنفسهم,فهم يُصرون على أن(( صراعنا ليس ديني مع اليهود وانما صراع سياسي مع الصهانية,ويُفرقون بين اليهود والصهاينة,وكأن الصهاينة ليسوا يهوداً وأن الصهيونية ليست أداتهم التي اخترعوها لتكون,ليقيموا بها كيانهم الباطل))...
فهذا القانون الباطل لم يُغير من حقيقة الصراع,بل أكد على حقيقة:
((أن الصراع مع اليهود ديني))
فالعلمانيون هم خط الدفاع الأول عن المشروع اليهودي الباطل,فالمشكلة ليست بهذا القانون الباطل,إنما المشكلة بوجود هذا الكيان الباطل وبهؤلاء العلمانيين,فالصادقون والمُعادون حقيقة لهذا الكيان ويرفضون وجوده ولو على شبر من فلسطيننا يُركزوا على ((البعد الديني للصراع مع اليهود,وعلى حقيقة المعركة,وان وجود هذا الكيان هو باطل وهو الظلم بعينه وهو باطل ويجب إزالة هذا الظلم وازالة هذا الباطل بإزالة هذا الكيان غير الشرعي الباطل من فلسطيننا))...
فمن يعترض على هذا القانون وكأنه لا يعترض على وجودما يُسمى(( اسرائيل)) فما يُسمى(( إسرائيل))مصيرها محتوم,والباطل الى زوال مهما طال به الزمان ومهما امتلك من قوة, ومهما كانت قوة الباطل التي تحميه,ومهما تقلب في البلاد...
ففلسطين لنا والقدس لنا وراية الإسلام ستعلوا أرضنا المباركة يوما بمشيئة الله من الناقورة الى ايلات((ام الرشراش)) وفوق أسوار القدس وقبة الصخرة والمسجد الاقصى,وعسى أن يكون هذا اليوم قريبا...
((وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا))
واني أكاد اسمع تكبيرات وتهليلات جنود الفتح تلتقي بتكبيرات وتهليلات جنود الفتح الأول جنود عمر بن الخطاب فاتح بيت المقدس وجنود صلاح الدين في حطين...
والله اكبر
الكاتب والباحث والمحلل السياسي
ابن بيت المقدس محمد أسعد بيوض التميمي



الجمعة، 22 يونيو 2018

((أردوغان والانتخابات والاخوان))(هل تعلمون بأن أردوغان ليس إخوان بل ان ألد أعداء أردوغان هم الاخوان)!!!


((أردوغان والانتخابات والاخوان))(هل تعلمون بأن أردوغان ليس إخوان بل ان ألد أعداء أردوغان هم الاخوان)!!!
بقلم:محمد أسعد بيوض التميمي
معظم الناس وخصوصاً المُحللين السياسيين والنُخب السياسية والثقافية,يعتقدون بأن أردوغان هو من فرقة الإخوان المسلمين,فيصفونه بأردوغان الإخواني,وهذا خطأ في المعلومات السياسية فادح يجب تصحيحه,ليس دفاعا عن أردوغان وانما توضيحا للحقيقة وتصحيحا للخطأ...
فقد يتفاجأالناس بأن أردوغان ليس من فرقة الإخوان المسلمين, بل إن فرقة الإخوان المسلمين من أكثر الناس حقداً عليه وعداءاً له وطعنا فيه,وسعيا الى اسقاطه بالإنتخابات بالتحالف مع كل شياطين الأرض...
نعم الى هذه الدرجة تكره فرقة الإخوان المسلمين أردوغان ويحقدون عليه ويتمنون  سقوطه وكانوا,فهم كانوا أكثر الناس حُزناً على  فشل الإنقلاب الذي تعرض له قبل عامين...
فلماذا كل هذا من فرقة الإخوان المسلمين على اردوغان؟؟
فهذا ما سنشرحه في هذا المقال فإذا عرف السبب بطل العجب!!!
فمسيرة أردوغان السياسية بدأت بالإنضمام الى حزب الرفاه التركي بزعامة نجم الدين  أربكان,الذي كان يحمل عقيدة ومنهج وفكر فرقة الإخوان المسلمين,ومن هنا جاء الإلتباس على الناس,فظنوا انه من فرقة الإخوان المسلمين,ولكنه سُرعان ما اصطدم مع أربكان,وحصل بينهما خلاف عميق حول الرؤيا السياسية لأربكان,التي تقوم بأن يكون حزب الرفاه الإخواني من ضمن تحالفات سياسية وعقائدية مُعادية للإسلام من خلال الحصول على عدد محدود من المقاعد في البرلمان,لا تُقدم ولا تُؤخر ولا يُمكن لها أن تُحدث تغييراً في العقد الإجتماعي للدولة التركية,أي بالمنظومة العقائدية والفكرية التي تصيغ العلاقة بين الشعب والحاكم وتحدد طبيعة النظام السياسي الحاكم... 
فحاول أردوغان أن يُغير هذا المنهج ومن رؤية أربكان للعمل السياسي,وبأن يجعله يتبنى رؤيا تبلورت في ذهنه,تهدف الى الوصول الى حُكم تركيا بدون منازع وفرض العقد الإجتماعي الذي يريد,وهذا لا يُمكن أن يحدث إلا اذا استولى حزب الرفاه على السلطات الثلاث,من خلال العمل على الفوز بالأغلبية بالإنتخابات البرلمانية وعدم الإكتفاء بعدد محدود من المقاعد البرلمانية التي لا تقدم ولا تؤخر في القرارات التي تصدرها السلطات الثلاث وتبقي هذه السلطات تحت رحمة العسكر((الحكام الفعلين لتركيا منذ 1923 عندما ألغى أتاتورك السلطنة العثمانية واستبدلها بالجمهورية التركية العلمانية المعادية للإسلام))واعتبر أردوغان بقاء حزب الرفاه في هذه الحالة هوعبارة عن مكياج في وجه النظام الحاكم ليس إلا وضحك على الذقون...
فطرح أردوغان هذا أثارغضب أربكان وصب جام غضبه عليه,وقال له أنت تريد أن تستعدي علينا العسكر وأجهزة الدولة وتُورطنا وتعمل ضد مصلحة الإسلام,فمصلحتنا ومصلحة الإسلام أن لا نتجاوز الهامش المسموح  به لنا,وبأن نبقى تحت ظل العسكر حتى لا يكون مصيرنا كمصيرعدنان مندريس...
فكان رد أربكان يتوافق مع عقيدة ومنهج فرقة الإخوان القائمة على المصلحة,فأينما تكون المصلحة يكون دينهم,ولو كانت هذه المصلحة تصطدم مع الإسلام أصطداماً مباشراً,فالمهم لديهم ليس الإسلام وإنما مصلحة فرقتهم...
فالإسلام لديهم وسيلة وليس غاية,فهم لا يُؤمنون بأن يكون لديهم مشروعهم الإسلامي  من أجل إحداث التغيير للواقع السياسي والفكري والعقائدي ليتوافق مع الإسلام  وتحكيم شرع الله,فمشروعهم الذي يسعون اليه يجب أن ينال رضى السلطة والمجتمع الدولي  المعادي للإسلام,فهذا سقفهم السياسي...
فهذا الرد المثبط والتمسك بالنظام الأتاتوركي دفع أردوغان الشاب الطموح((الذي ظن بأن أربكان وحزبه يُمثلان ما يطمح اليه,ولكنه اصطدم بالحقيقة المرة التي تصطدم بطموحه السياسي ورؤياه السياسية,بل وجد في ردة فعل أربكان العنيفة على طرحه بأن أربكان وحزبه الإخواني يقف حجرعثرة في طريق طموحه بالوصول الى حُكم تركيا وترك بصمته على تاريخها الحديث))الى أن يترك حزب الرفاه هو وزميليه اللذان يحملان نفس الرؤيا والفكر(عبد الله غول الذي أصبح رئيسا لتركيا من عام الى عام, وداود أوغلوا الذي أصبح وزيرا للخارجية ثم رئيسا للوزراء صاحب كتاب العمق الإستراتيجي الذي يتضمن الرؤيا السياسية الكاملة لرؤيا اردوغان) فأعلن هذا الثلاثي عن تشكيل حزب بزعامة أردوغان يحمل رؤيتهم الخاصة لحكم تركيا((حزب العدالة والتنمية))...
فما كان من أربكان إلا أن أصدر فتوى بتكفيرهم واتهامهم بأبشع التهم,بل أنه قال بأنهم شباب أغرار مراهقون وجهلة,و كل من ينضم لحزبهم أو ينتخبهم فهو كافر والى النار,واتهمهم بأنهم عملاء لليهود والأمريكان والصليبيين(هذا ديدن فرقة الاخوان المسلمين بكل من يخرج من فرقتهم أو يتم طرده)ولكن هذه الفتوى لم يكن لها تأثيرعلى نجاح حزبهم الذي أسسوه في نهاية عام 2001 وأسموه(حزب العدالة والتنمية)بعد رفض الحكومة التركية عدة أسماء سموا بها حزبهم,حيث اعتبرت الحكومة التركية هذه الأسماء هي أسماء اسلامية مثل اسم حزب الفضيلة,ولقد لعب أربكان زعيم فرقة الإخوان المسلمين دوراً كبيراً في محاولة عدم ترخيص هذا الحزب(العدالة والتنمية) بإعتباره حزب اسلامي يحمل مشروع إسلامي يُهدد العلمانية ونظام الحكم  في تركيا,حتى أنه تم وضع أردوغان بالسجن لمدة ثلاث سنوات بتهمة التطاول على العلمانية,ومع ذلك أصر هذا الثلاثي(أردوغان وغول وأوغلو)على مشروعهم السياسي ,وبالفعل وفي عام 2002 قاموا بترشيح أعضاء من حزبهم في جميع الدوائر الإنتخابية في تركيا,وكانت النتيجة اجتياحهم للإنتخابات وفوزهم بالأغلبية التي تمكنهم من تشكيل الحكومة لوحدهم,وفي المقابل لم يفز حزب الرفاه بزعامة أربكان بأي مقعد...
وما أن سيطر حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان على البرلمان والحكومة( وخصوصا أن حزبه قد فاز من قبل بغالبية الانتخابات البلدية في تركيا)بدأ بتنفيذ خططه بالإمساك بجميع أجهزة ومفاصل الدولة,وخصوصاً الجيش الذي يُشكل الخطر الحقيقي  على طموحه السياسي,فالجيش التركي يعتبر نفسه الحارس الأمين على علمانية أتاتورك المُعادية للإسلام عداءاً مطلقاً,وسرعان ما ينقلب على الحكومات اذا ما شم فيها رائحة الإسلام...
وكان من بين الخطوات المتخذة في هذا الصدد إعادة هيكلة المجلس العسكري الأعلى الذي يُعتبرهو القائد الفعلي للجيش ولأجهزة الدولة العسكرية والمدنية والسلطات الثلاث,ليشمل هذا التغيير نواب رئيس الوزراء ووزراء الداخلية والعدل والخارجية،على أن يكون المجلس برئاسة رئيس الوزراء,وقد اتخذت هذه الخطوة  بناء على متطلبات والشروط التي وضعها الإتحاد الأروبي من أجل القبول في تركيا بهذا الإتحاد,فاستغل أردوغان هذه المتطلبات والشروط,ومن هذه الشروط والمتطلبات اتخاذ قرارات تحد  من التأثير المحتمل للجيش على الحكومة المنتخبة ديمقراطيا وآليات صنع القرار...
وقد ساعدت إزالة الوصاية العسكرية على المؤسسات المدنية في تعزيز نفوذ أردوغان في مؤسسات الدولة واضعاف سلطة الجيش على هذه المؤسسات،فالجيش كان صاحب السلطة المطلقة في الدولة...
ومن الأمثلة الأخرى على قيامه بتحجيم نفوذ المؤسسة العسكرية,إلحاقه جميع المؤسسات العسكرية الصحية،من أكاديميات ومستشفيات ومعاهد طبية بوزارة الصحة,بعد أن كانت تابعة لقيادة الجيش،وإغلاق الكليات والمدارس والمعاهد العسكرية،وبناء جامعة باسم جامعة الدفاع الوطني تتولى مهام تدريب عناصر الجيش,وخلال حُكم حزب العدالة والتنمية جرت محاكمات الإنقلابيين الذين نفذوا انقلاب 12 أيلول/ سبتمبر 1980، وألغي البند لدستوري الذي يمنع محاكمة من دبروا الانقلاب,وأُدين مرتكبو الانقلاب الباقين على قيد الحياة بجرائم ضد الدولة وحُكم عليهم بالسجن المؤبد,وفي عام 2014 جرت محاكمة قائد الانقلاب كنعان إفرين،والقائد السابق للقوات الجوية الجنرال تحسين شاهين كايا،وحُكم عليهما بالسجن المؤبد...
وخلال حُكم حزب العدالة والتنمية أُلغيت محاكم أمن الدولة التي يُعتقد أنها قوضت استقلال القضاء  في عام 2004 من خلال تغيير الدستور...
ومن أجل أن يكسب حزب أردوغان ولاء الشعب التركي ودعمه,قاموا بتحقيق نهضة اقتصادية جبارة وضخمة,مما كان لها انعكاس على حياة الشعب التركي في جميع مناحي الحياة الذي كان يعاني من مشاكل كثيرة,أولها الفقر والبطالة والمواصلات والمياه,فحل جميع هذه المشاكل خلال الأربع سنوات الأولى من حُكمه من عام 2002 – 2006 مما جعله يفوزمرة أخرى بإنتخابات عام 2006 بالأغلبية,ومما شجعه على الإستمرار في تنفيذ رؤياه  وخطته,حتى أصبحت تركيا في عهده غير مدينة اقتصادياً للبنك الدولي...

ومع ذلك استمر تحريض فرقة الإخوان المسلمين وزعيمه  أربكان وحزبه( الرفاه)على أردوغان وعلى حزبه(العدالة والتنمية)ويُحذرون جماعة أتاتورك من خطرأردوغان وحزبه على العلمانية الأتاتوركية,حتى أنهم تحالفوا مع جماعة عبدالله غولن الذي قام بدعم انقلاب 15 تموزعام 2016 على أردوغان الذي أفشله الشعب التركي,والذي استغله أردوغان للقضاء على كبار الضباط في الجيش التركي,وقيامه بإعتقال عدد كبير منهم بطريقة مُذلة وأمام عدسات التلفزة,من أجل تحطيم صنميتهم وهيبتهم,وبدأ أردوغان يُركز السُلطة بيده ويُمسك بها بقوة ...
حزب السعادة الإخواني وتحالفاته من أجل اسقاط اردوغان في الإنتخابات
هو من أشد الداعين لإسقاط مشروع أردوغان والتحذير من خطره في هذه الإنتخابات,التي ستجري في 24 من الشهر الحالي,ومن أجل ذلك قام حزب السعادة الإخواني الذي غير اسمه من حزب الرفاه الى حزب السعادة بترشيح زعيمه(تيميل كرم الله أوغلو77 عاما)والذي أصبح زعيما للحزب منذ عام 2016 كمُنافس لأردوغان,وقام بالإنضمام الى تحالف أحزاب المعارضة التي تسعى الى اسقاط  أردوغان وحزب العدالة والتنمية وسُمي هذا التحالف(بتحالف الأمة)ومن ضمن هذا التحالف حزب الشعب  الجمهوري الأتاتوركي المتناقض جذرياً مع الإسلام...  
وقال كرم الله أوغلو زعيم حزب السعادة الإخواني أن حزبه اختلف مع حزب العدالة والتنمية بعد أن إبتعد عن مباديء أساسية,وقال أنتوني سكينر مدير قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا لدى مركز دراسات المخاطر(فيرسك مايبلكروفت) لوكالة فرانس برس أن حزب السعادة وكرم الله أوغلو يلعبان دوراً مهماً في الانتخابات(في اثارة غضب أردوغان)وقال أن ترشح كرم الله أوغلو في السباق الرئاسي يحمل أهمية كونه قد يجذب أصواتاً يحرم منها أردوغان الذي يحتاج لأكبرعدد ممكن من الاصوات تجنبه دورة انتخابية ثانية قد تكون صعبة...
فحزب السعادة  الإخواني  ليس له نواب حالياً في البرلمان التركي إذ نال في الانتخابات السابقة(2015 ) 7..’% سبعة بالعشرة بالمائة فقط يعني اقل من واحد بالمئة...
فعلى الرغم من اختلافنا مع رجب طيب أردوغان اختلافاً عقائدياً وسياسياً وفكرياً,حيث أنه صوفي قبوري من أتباع بن الرومي وبن العربي وعضو في الحلف الصليبي(الناتو), إلا أنه قائد يتمتع بذكاء ودهاء وكاريزما عالية,ويحمل رؤيا متكاملة للحُكم,نجح حتى الأن في تنفيذها ولا يُمكن لفرقة الإخوان المسلمين أن يُنتجوا(يفرزوا) قائداً ناجحاً مثله أو يحمل مواصفاته...
ففرقة الإخوان المسلمين يُنتجوا زعيماً بمواصفات التافه مرسي,الذي استخدمه العسكر بموجب صفقة مع العسكر مع الإخوان ثم انفضوا عليه وعلى الإخوان,وهاهُم يدفعون ثمن خيانتهم غالياً,ويُ$منكنهم أيضاً أن يُنتجوا زعيماً بمواصفات التافه الغنوشي في تونس الذي يُحارب الاسلام مع غلاة العلمانيين الفرانكفونيين في تونس, ويُنتجوا زعيماً كالنحناح في الجزائر الذي تحالف مع الجنرالات الفرانكفونيين الفرنسيين ضد الشعب الجزائري وجبهة الانقاذ,ويُنتجوا قادة  كقادة الحزب الاسلامي في العراق الذي تحالف مع المجوس والصليبيين ضد المسلمين,و يُنتجوا قادة  مثل رباني وسياف  قادة الحزب الاسلامي في افغانستان الذي تحالف مع الصليبيين والمجوس ضد والمسلمين...
فهذه هي حقيقة أردوغان وعلاقته بفرقة الإخوان المسلمين,فارجوا أن أكون صححت  هذه المعلومة...
 وأخيرا يبدوا أن أردوغان ماض في تنفيذ رؤياه السياسية والتي أتوقع بعد الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية المُبكرة التي دعا اليها والتي ستجري في 24 /6/2018  والتي من المتوقع الفوز فيها,ومن المتوقع بعدها أن يقوم بتغييرات استيراتيجية في العقد الإجتماعي  للنظام السياسي التركي ,وقد يقوم بإلغاء جمهورية أتاتورك العلمانية التي أسسها أتاتورك عام 1923 واقامة جمهورية أردوغان العلمانية ولكن علمانية خاصة به فبدلا من العلمانية الأتاتوركية تصبح العلمانية الأردوغانية...
فأردوغان صاحب مشروع شخصي,وضع له جميع الأدوات التي تمكنه من تحقيقه,ومن هذه الأدوات ربط تركيا بتاريخها الإسلامي العثماني وجعلها دولة لها نفوذ وسيطرة على جميع المناطق التي كانت خاضعة للدولة العثمانية.
وهذا التصحيح لا يعني أني من المدافعين عن اردوغان.
الكاتب والباحث والمحلل السياسي
محمد أسعد بيوض التميمي